أمير المؤمنين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
مُحمَّد المُعْتَصِم بالله | |||||||
مُحمَّد بن هارون بن مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد بن علي بن عبد الله القُرَشيُّ الهاشِميُّ العبَّاسيُّ | |||||||
تخطيط باسم الخليفة المعتصم بالله
| |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 10 شعبان 180هـ (18 أكتوبر 796م) بغداد، الخلافة العبَّاسيَّة ![]() |
||||||
الوفاة | 18 ربيع الأول 227هـ (5 يناير 842م) (بالهجري: 46 سنة و7 أشهر و8 أيام) (بالميلادي: 45 سنة وشهران و18 يومًا) سامراء، الخلافة العبَّاسيَّة ![]() |
||||||
سبب الوفاة | مرض | ||||||
مكان الدفن | قصر الجوسق، سامراء، العراق ![]() |
||||||
الكنية | أبو إسحاق | ||||||
اللقب | المُعتصم بالله المُثَمَّن • السَّبَّاع • البيطار |
||||||
العرق | عربي | ||||||
الديانة | مُسلمٌ سُنِّي مُعتزليِّ | ||||||
الزوجة | المحظيات: شجاع الخوارزمية | ||||||
الأولاد | هارون الواثق بالله • جعفر المتوكل على الله (للمزيد) | ||||||
الأب | هارون الرشيد | ||||||
الأم | ماردة التركية | ||||||
إخوة وأخوات | عبد الله المأمون • محمد الأمين • القاسم المؤتمن (للمزيد) | ||||||
عائلة | بنو العباس | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العبَّاسي الثامن | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 18 رجب 218 – 18 ربيع الأول 227هـ (9 أغسطس 833 – 5 يناير 842م) (8 سنوات و8 أشهر) |
||||||
|
|||||||
ولي العهد العباسي | |||||||
|
|||||||
السلالة | بنو العبَّاس | ||||||
المهنة | خليفة المسلمين | ||||||
اللغات | العربية | ||||||
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
أميرُ المُؤمِنين وخَليفَةُ المُسْلِمين الإمام أبُو إسحاق مُحمَّد المُعْتَصِم بالله بن هارون الرَّشيد بن مُحمَّد المِهدي بن عبد الله المَنْصُور بن مُحمَّد بن علي بن عبد الله القُرَشيُّ الهاشِميُّ العبَّاسيُّ (10 شعبان 180 – 18 ربيع الأول 227هـ / 18 أكتوبر 796 – 5 يناير 842م)، المعروف بلقبه الكامل المُعْتَصِم بالله أو اختصارًا المُعْتَصِم، هو ثامن خُلَفاء بني العَبَّاس، والخليفة السَّابع والعشرون في ترتيب الخُلَفاء عن النبي مُحمَّد. حكم الدَّولة العبَّاسية (18 رجب 218 – 18 ربيع الأول 227هـ / 9 أغسطس 833 – 5 يناير 842م)، ودام حكمه ثماني سنين وثمانية أشهر حتى وفاته.
كان في عهد أخيه المأمون واليًا على الشام ومصر، وكان المأمون يميل إليه لشجاعته فولّاه عهده، وفي اليوم الذي توفي فيه المأمون بمدينة طرسوس، وبحسب المؤرخين فقد كان يملك قوة بدنية وشجاعة مميزة، غير أنه كان محدود الثقافة وضعيف في الكتابة، وما ميّز عهد المعتصم هو استعانته بالجنود الأتراك وذلك للحد من المنافسة الشديدة بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.[1][2]
نشأته
نسبه
هو مُحمَّد المُعْتَصِم بالله بن هارون الرَّشيد بن مُحمَّد المهدي بن عبد الله المنصُور بن مُحمَّد بن علي بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المُطَّلِب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالِب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
والده هو الخليفة العباسي الخامس هارُون الرَّشيد (حكم 170 – 193هـ / 786 – 809م)، والذي يُعد عهده ذروة العصر الذهبي وقوة الخلافة العبَّاسية.
والدتهُ هي ماردة بنت شبيب، أُمُّ ولدٍ تُركيَّة وُلدت في الكوفة، وأصل الدها من البندنيجين، وهي من أعمال بغداد، في حين، تنحدر والدتها من منطقة السُّغد في بلاد ما وراء النهر، وعُدت من المحظيات لدى الرشيد.[3][4][5][6]
ولادته
وُلد مُحمَّد بن هارون الرَّشيد بقصر الخُلد في بغداد من يوم الاثنين 10 شعبان سنة 180هـ / 18 أكتوبر 796م في معظم الأقوال،[7][6][8] وقيل سنة 179هـ / 795م.[8]
تعليمه
اختلف محمد المعتصم بالله عن سائر خلفاء بني العباس، خاصة عن أخويه الأمين والمأمون، في مسألة ثقافته وتعليمه. إذ تُشير العديد من المصادر إلى أنه كان قليل البضاعة في العلم والأدب، بل ذهب بعض المؤرخين إلى القول بأنه نشأ أُميًا أو ضعيف القراءة والكتابة، وذلك لانصرافه في صباه إلى اللعب والفروسية وشؤون الحرب دون الإقبال على الدرس والتحصيل.[9][10][11]
وتُروى في سبب ذلك حكاية مفادها أن غلامًا كان يتعلم مع محمد في الكُتَّاب قد مات، فقال محمد لوالده الرشيد: «نعم يا سيدي، واستراح من الكُتّاب!»، فاستغرب الرشيد من قوله ورد عليه: «وإن الكُتّاب ليبلغ منك هذا المبلغ؟ دعوه إلى حيث انتهى، لا تعلموه شيئًا». وتذكر رواية أخرى أن الرشيد سمعه وهو يتمنى أن يكون مكان ميت في جنازة ليستريح من عناء التعليم، فقال الرشيد: «والله لا عذبتك بشيء تختار عليه الموت»، ومنعه عن الكُتّاب منذ ذلك اليوم. ولعل تساهل الرشيد في تعليم ابنه محمد يعود إلى أنه لم يُعدّه للخلافة أساسًا، فقد أخرجه من ترتيب ولاية العهد الذي حصرها في أبنائه الثلاثة: الأمين، فالمأمون، فالمؤتمن. فلم يرَ الرشيد حاجة ماسة لثقافته ما دام بعيدًا عن سدة الحكم، خاصة مع صغر سنه مقارنة بإخوته.[12]
لم يكن قلة علم محمد بن الرشيد مانعًا له من حضور مجالس الأدب والشعر في خلافة أخيه المأمون (حكم 198 – 218هـ / 813 – 833م)، ومما يُروى أنه حضر مرة مناظرة بين أحمد بن أبي دؤاد ورجل يُدعى عبد العزيز المكي، وكان الأخير قبيح الهيئة، فضحك منه محمد، فرد عليه المكي بحجة قوية قائلًا للمأمون (وكان حاضرًا): «مم يضحك هذا؟ والله ما اصطفى الله يوسف لجماله، إنما اصطفاه لبيانه... فبياني أحسن من وجه هذا». فأُعجب المأمون بكلامه. ويُعلل أحد الباحثين أن محمد بن الرشيد لم يحب العلم ربما لطبعٍ فيه ناتج عن خؤولته التُّركية، إذ أن الأتراك حينئذ قوم ليسوا أهل علم، بل أهل حرب بخلاف الفرس - أخوال المأمون - وهم أهل مُلك، وليس من الغريب تفوق المأمون في الجانب السياسي والعلمي وتفوق المُعتصم في الجانب العسكري لاحقًا.[13] ومما يُروى عن ضعف علم المُعتصم طلبه من وزيره أحمد بن عمار الخُراساني يذكر له معنى كلمة "الكلأ" فأجابه الوزير: «لا أدري»، فقال المعتصم: «خليفة أمي ووزير عامي»، وطلب إحضار من يمكنه معرفة المعنى، فجيء له بمحمد بن عبد الملك الزيات، وذكر أنه العشب وشرح المعنى وأكثر من توضيحه، فعرف المعتصم فضله وقرر استوزاره.[10] ويُعلق المُؤرخ العراقي عبد العزيز الدوري على ثقافة المُعتصم، قائلًا: «ويظهر أنه كان قليل الثقافة ... ومما ذكر أن المعتصم كان جندياً شجاعاً مدرباً في الحرب، يعتز بقوته الجسمية إلا أن ثقافته كانت محدودة».[14] وعلى أية حال، فقد كان يكتب كتابًا ضعيفًا ويقرأ قراءة ضعيفة.[15]
ألقابه
لُقِّب المُعْتَصِم كغيره من خلفاء بني العباس بلقبه الرسمي المُعْتَصِم بالله، حين أطلق الوالي عبد الله بن طاهر عليه لقب المُعتصم حين بايعه على الخلافة،[16] ولُقِّب المعتصم أيضًا بلقبين آخرين في حياته يدلان على قوته الجسدية وبأسه وهما: السَّبَّاع، لكونه يصيد السباع بيده، والبيطار، لصيده حمر الوحش ومن ثم يضع الحديد في أرجلها ثم يطلقها.[17]
اشتُهر المُعتصم بلقب فريد وخاص به هو المُثَمَّن، وذلك لكثرة ارتباط الرقم ثمانية بسيرته وحياته بشكل لافت، حتى تناقل المؤرخون هذه المصادفات وأفردوا لها ذكرًا خاصًا.[18] ومنها ما فصَّلهُ المُؤرخ ابن الجوزي حول ارتباطه بالرقم ثمانية، قائلًا: «المعتصم بالله أبو إسحاق محمد بن الرشيد، ولد بالخلد في سنة ثمانين ومائة، في الشهر الثامن، وهو ثامن الخلفاء، والثامن من ولد العباس، وفتح ثمانية فتوح، وولد له ثمانية بنين، وثماني بنات، ومات بالخاقاني من سر من رأى، وكان عمره ثمانيًا وأربعين سنة، وخلافته ثماني سنين .. وخلف من العين ثمانية آلاف ألف دينار ومثلها ورقًا، وتوفي لثمان بقين من ربيع الأول .. وفتح ثمانية فتوح: بلاد بابك على يد الأفشين، وفتح عمورية بنفسه، والزط بعجيف، وبحر البصرة، وقلعة الأحراف، وأعراب ديار ربيعة، والشاري، وفتح مصر، وقتل ثمانية أعداء: بابك، ومازيار، وباطس، ورئيس الزنادقة، والأفشين، وعجيفًا، وقارن وقائد الرافضة».[19] وبالغ بعضهم بقوله: «وخلف من الذھب ثمانیة آلاف ألف دینار، ومن الدراھم مثلھا وثمانین ألف فرس، وثمانین ألف جمل وبغل، وثمانیة آلاف عبد، وثمانیة آلاف جارية، ومن الممالیك ثمانیة عشر ألف مملوك وبنى ثمانیة قصور وثمانین ألف خیمة ومات عن ثمانمائة حظیة وكان طالعه العقرب، وھو ثامن برج».[18]
أثارت كثرة هذه الروايات المتعلقة بالرقم ثمانية وتعدد وجوهها حفيظة بعض الباحثين والمؤرخين، فبينما قبلها بعضهم على أنها من عجائب الاتفاق، شكك آخرون في صحتها، ورأوا أن فيها الكثير من المبالغة والتكلف. يعلق الباحث زياد اذويب على ذلك بقوله إن المؤرخين ربما تكلفوا عناء زيادة هذه الوجوه أو نقصانها للتدليل على لقب المُثَمَّن وترسيخه، فوصل بهم الأمر إلى حد المبالغة حتى تجاوزت الأوجه اثني عشر أو ثلاثة عشر وجهًا حسب بعض المتأخرين.[17] ومن المُشككين المؤرخ اليافعي مُعلقًا بعد سردها: «هكذا قيل في التواريخ، فإن صح هذا فهو من جملة العجائب».[20]
حياته قبل الخلافة
لم يكن لأبي إسحاق بن الرشيد دور سياسي بارز أو مكانة مرشحة للحكم في عهد أبيه الرشيد أو في فترة الصراع التي تلت وفاته. فقد وضع الرشيد خطة معقدة لولاية العهد حصرها في أبنائه الثلاثة: الأمين ثم المأمون ثم القاسم المؤتمن، وأخذ عليهم العهود والمواثيق المؤكدة في مكة، مما أبقى أبا إسحاق بعيدًا تمامًا عن دائرة السلطة أو الإعداد لتوليها، وهو ما يفسر قلة الاهتمام بتعليمه السياسي مقارنة بإخوته.[12][21]
رغم أن المأمون بايع الأمين من خُراسان على الطاعة بعد وفاة والدهما الرشيد سنة 193هـ / 809م، إلا أن الترتيبات سرعان ما انهارت تمامًا بعد سنتين حين بايع الأمين ابنه موسى وليًّا للعهد من بعده رسميًّا، وخالعًا أخويه المأمون والمؤتمن بالقوة من ولاية العهد التي أوصى الرشيد باتباعها قبل وفاته، لتندلع حرب أهلية طاحنة بين أخويه الأمين والمأمون. ظل أبو إسحاق طوال سنوات الصراع على الهامش، فلم يكن له دور يُذكر في أحداث الفتنة التي استمرت نحو ثلاث سنوات حتى انتهت بمقتل الأمين واستقرار الخلافة للمأمون سنة 198هـ / 813م، وعمر أبي إسحاق حينئذ 17 عامًا.[22]
بداية ظهوره السياسي
بدأ نجم أبي إسحاق يظهر على مسرح الأحداث بعد انتهاء الفتنة الرابعة، وتحديدًا في فترة الاضطرابات التي تلت مقتل الأمين، ففي عام 200هـ / 815م حين أصبح في العشرين من عمره، كُلّف بقيادة قافلة الحج ومعه عدد من القادة، وتمكن حينها من إخماد ثورة قام بها بعض العلويين في مكة.[23] وخلال ثورة أهل بغداد على المأمون وتنصيبهم لعمه إبراهيم بن المهدي خليفة في سنة 202هـ / 817م ردًا على قيام المأمون بتولية علي الرِّضا من البيت العلوي، مال أبي إسحاق في صف عمه إبراهيم، وكُلف من الأخير بمحاربة الخوارج بقيادة مهدي بن علوان الحروري وانتصر عليه.
بعد خلع إبراهيم بن المهدي من أهالي بغداد ثم اختفائه سنة 203هـ / 818م، عاد المأمون إلى بغداد في العام التالي، لينضم أبا إسحاق إلى أخيه المأمون مظهرًا له الولاء، وسرعان ما أسند إليه المأمون مهمة للقضاء على تمرد في تيماء من أطراف الشام، فمضى إليهم وقتل أكثر الثائرين سنة 204هـ / 819م. أخذت مكانة أبي إسحاق ترتفع تدريجيًا عند أخيه المأمون، حتى أصبح يُذكر اسمه إلى جانب اسم الخليفة في المراسلات الدولية، حين أرسل أمير الأندلس عبد الرحمن الأوسط إلى إمبراطور الروم حوالي سنة 210هـ / 825م، انتقد فيه "المأمون والمعتصم" معًا. وبعد القبض على عمهما إبراهيم بن المهدي في سنة 210هـ / 825م، أمر المأمون بحجز إبراهيم في دار أبي إسحاق، مما يدل على مدى الثقة التي أصبح يوليها لأخيه. وأصبح أبو إسحاق من المقربين للخليفة حتى أنه حضر مجالسه العلمية والفكرية.
موقفه من عبد الله بن طاهر
بعد تمكن القائد العباسي البارز عبد الله بن طاهر من إخماد تمرد عبيد الله بن السري في مصر، ثم وتغلب على الأندلسيين الذين سيطروا على الإسكندرية وأجلاهم عنها إلى إقريطش بحلول سنة 211هـ / 826م، استقر له أمر مصر والشام والجزيرة، وعظم شأنه في الدولة. أثار هذا النفوذ المتزايد حفيظة أبي إسحاق بن الرشيد الذي كان في حضرة أخيه الخليفة المأمون. كان أبو إسحاق منحرفًا عن عبد الله بن طاهر، فأقبل على المأمون وقال له إن عبد الله يميل إلى ولد علي بن أبي طالب، وأن أباه طاهرًا كان على نفس المذهب قبله. أنكر المأمون ذلك في البداية، لكن مع معاودة أبي إسحاق للقول وتأكيده، قرر المأمون أن يمتحن ولاء قائده عبد الله بن طاهر ليتيقن من الأمر بنفسه. أرسل المأمون رجلاً من ثقاته إلى مصر، متخفيًا في هيئة الفقهاء والنُسّاك. أمره بأن يدعو جماعة من كبار رجال عبد الله بن طاهر وأعيان ولايته إلى مبايعة القاسم بن إبراهيم طباطبا سرًا، ثم بعد ذلك يدخل على عبد الله بن طاهر نفسه ويدعوه للأمر ويبحث عن باطنه. فعل الرجل ما أُمر به، فاستجاب له بعض أعيان مصر، ثم دخل على عبد الله بن طاهر وعرض عليه دعوته سرًا بعد أخذ الأمان منه.[24][25]
لما سمع عبد الله بن طاهر دعوة الرجل إلى خلع المأمون ومبايعة غيره، رد عليه ردًا حازمًا وقويًا يعكس ولاءه المطلق للخليفة، فقال له: «فتجيء إليّ وأنا في هذه الحال لي خاتم في المشرق جائز، وخاتم في المغرب جائز، وفيما بينهما أمري مطاع، ثم ما ألتفتُّ عن يميني ولا شمالي، وورائي وأمامي إلّا رأيتُ نعمةً لرجل أنعمها عليّ، ومنّة ختم بها رقبتي، ويدًا لائحةً بيضاء ابتدأني بها تفضلًا وكرمًا، تدعوني إلى أن أكفر بهذه النعم، وهذا الإحسان، وتقول: اغدر بمن كان أولى لهذا وأحرى، واسعَ في إزالة خيط عنقه، وسفك دمه! تراك لو دعوتني إلى الجنة عيانًا أكان الله يحب أن أغدر به، وأكفر إحسانه، وأنكث بيعته؟» فسكت الرجل. ثم حذر عبد الله بن طاهر الرجل من عاقبة فعله، وقال له: «ما أخاف عليك إلا نفسك، فارحل عن هذا البلد، فإنّ السلطان الأعظم إن بلغه ذلك كنتَ الجاني على نفسك ونفس غيرك». فلما أيس الرجل منه، عاد إلى المأمون فأخبره بما جرى وبما قاله عبد الله بن طاهر حرفيًا. استبشر المأمون بذلك وطابت نفسه، وقال معبرًا عن فخره بقائده: «ذلك غرس يدي، وألف أدبي، وترب تلقيحي». وتذكر المصادر بأن ابن طاهر لم يعلم بالقصة إلا بعد وفاة المأمون، وأن المحرك الأول لهذه الحادثة كان أبو إسحاق بن الرشيد بسبب انحرافه عن عبد الله بن طاهر.[26] وذكرت الرواية لدى الطبري (توفي 310هـ / 923م) عن أحد أخوة المأمون دون تحديد اسمه.[27] ويظهر أن العلاقة بين أبي إسحاق وابن طاهر تحسنت بعد هذا الموقف، فقد كان أبي إسحاق والعباس بن المأمون في طليعة أهالي بغداد المُرحبين لعبد الله بن طاهر - والي مصر والشام والجزيرة - حين قدم إلى مدينة السلام سنة 212هـ / 827م.[28][29]
ولايته على مصر والشام
بلغ أبي إسحاق ذروة نفوذه قبل الخلافة حين ولاه المأمون على الشام ومصر سنة 213هـ / 828م. ووولَّى المأمون في نفس اليوم ابنه العبَّاس على الجزيرة والثغور والعواصم، وأمر لكل واحد منهما وللقائد عبد الله بن طاهر بخمسمائة ألف درهم، حتى قيل إنه لم يُفرَّق في يوم واحد مثل هذا القدر من المال.[30]
لم تكن الأوضاع في مصر هادئة عمومًا في هذه الأثناء، إذ أنه بعد سنة من تعيين أبي إسحاق واليًا عليها، اندلعت ثورة فيها بقيادة زعيمين لها هما: عبد السلام الجُذامي وعبد الله بن جليس، مدعومين من قبائل القيسية واليمانية. هاجم الثوار عامل أبي إسحاق على مصر، وهو عُمير بن الوليد الباذغيسي، فقتلوه في ربيع الأول سنة 214هـ / مايو 829م، حين كان أبو إسحاق خارج مصر.[30][31] خرج أبو إسحاق بنفسه على رأس جيش قوامه أربعة آلاف من جنده الأتراك لإخماد الثورة وتثبيت سلطته.[32] لم يشعر أهل الحوف إلا بنزوله بينهم، فدعاهم إلى الطاعة فامتنعوا، فقاتلهم حتى قضى عليهم يوم السبت 20 شعبان سنة 214هـ / 23 أكتوبر 829م. دخل أبو إسحاق الفسطاط في رمضان من نفس السنة، وقبض على زعماء الثورة، هُما: ابن جليس والجُذامي، فضرب أعناقهما وصلبهما في ذي القعدة 214هـ / يناير 830م.[32] استقامت مصر بعد دخوله إليها، فأعاد تنظيمها وعين عماله عليها، ومستشيرًا أحمد بن أبي دؤاد الذي كان من المقربين إليه، مثبتًا بذلك كفاءته العسكرية وقدرته على حسم الاضطرابات.[30][33] امتدح الشاعر مُعلَّى الطائي الوالي أبي إسحاق بعد قضائه على ثورة الحوف قائلًا:[34]
شارك أبو إسحاق أخاه الخليفة المأمون في حملاته على الروم، فخرج إليه من مصر والتقاه قرب الموصل سنة 215هـ / 830م، ثم قاد حملة جهاديَّة بنفسه سنة 216هـ / 831م افتتح فيها ثلاثين حصنًا على طول الثُّغور. عاد أبي إسحاق مع المأمون إلى مصر لمواجهة ثورة قبطيَّة كبيرة، ثم كلفه المأمون ببعض المسؤوليات مع القائد الأفشين حيدر بن كاوس سنة 217هـ / 832م، ليتمكن المأمون من القضاء على الثورة وقتل زعيمها عبدوس الفهري، منهيًا بذلك ثورات القبط نهائيًا في مصر منذ حدوثها من منتصف العصر الأموي، وعاد الخليفة وأخيه أبي إسحاق لقيادة حملات جهاديَّة على الرُّوم.[35] نفذ أبي إسحاق أوامر الخليفة المتعلقة بفرض امتحان خلق القرآن في ولاياته، فأمر عامله على مصر كيدُر بن عبد الله من جُمادى الآخرة سنة 218هـ / يوليو 833م، بامتحان القضاة والفقهاء والمحدثين والمؤذنين ليعلم رأيهم. بقي أبي إسحاق واليًا على كُلًا من الشام ومصر، يسير مع أخيه المأمون يخططان لحملة جهاديَّة رابعة على الرُّوم، غير أن الخليفة توفي قبل إتمامها في 18 رجب سنة 218هـ / 9 أغسطس 833م، وكان أبي إسحاق متواجدًا قربه مع جماعة من القادة. عُدت هذه المهام العسكرية والسياسية الكبرى التي اضطلع بها أبي إسحاق، قد صقلت شخصيته وأهلته ليكون الذراع اليمنى لأخيه المأمون، والوريث المنطقي لعرش الخلافة من بعده.[36]
صفاته
كان المعتصم أبيض أصهب اللحية طويلها، مربوعًا مشربًا بحمرة، ذا شجاعة وهمة عالية، وقوة مفرطة، (كان يقرأ ويكتب قراءة ضعيفة، وكان مع ذلك فصيحًا مهيبًا، عالي الهمة، حتى قيل إنه كان أهيب الخلفاء العباسيين).[37]
أخلاقه
أدبه
بعد تولي المعتصم الخلافة، ورغم طابعه العسكري ظل هو الغالب على شخصيته، إلا أنه أظهر اهتمامًا وتقديرًا للحكمة والأدب والشعر، ويحضر أحيانًا مجالس العلم والمناظرة. ومهما قيل عن ضعف ثقافة الخليفة المعتصم، إلا أنه كان محبًا لسماع الحكمة والأدب، وقد بدا ذلك واضحًا من قوله لأحمد بن أبي دؤاد: «إني لأسألك عما أعرف لأسمع حسن ما تصف». وكان ينظم الشعر ولم يكن من فحولها، ويستشير فيه أهل الخبرة. ومن شعره الذي نظمه في غلام له أحسن القتال في إحدى المعارك:
ومن شعره أيضًا الذي يدل على ميله للفروسية والحرب:
ويُظهر هذا الجانب من شخصيته أنه تأثر ببيئته العربية في حب الأدب وقول الشعر، وإن غلبت عليه ثقافته العسكرية التي استمدها من أخواله الأتراك وتوجهاته الشخصية.
خلافته
تولى أبو إسحاق محمد المعتصم بالله الخلافة بعد أخيه المأمون، وقد بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بـ«طرسوس».[2] استمرت عمليات الترجمة والنهضة العلمية في عهده كما افتتحها سلفه المأمون[38]، غير ما ميٌز عهد المعتصم هو اهتمامه باقتناء الجنود الأتراك بجلبهم من مناطق آسيا الوسطى كسمرقند وخوارزم، ولقد ملأ الجنود الأتراك بغداد حيث بلغت أعدادهم ما يقارب بضعة عشر ألفًا، أدى ذلك إلى التضييق بأهل المدينة، واضطر الخليفة نتيجة لذلك إلى الانتقال إلى مدينة سامراء التي بناها على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد، لتكون عاصمة له ومقرًّا لجيوشه التركية من المماليك والأحرار، ويرى المؤرخون أنَّ مَيْلَ المعتصم للأتراك يرجع إلى كَوْنِ والدته تركية، كما أراد أنْ يحد من المنافسة الشديدة التي كانت قائمةً بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.[1]
سار المعتصم على نهج أخيه المأمون في التمسك بالمذهب الاعتزالي والدعوة له وحمل الناس عليه كرهًا، ويروي ابن كثير أن المعتصم هو من قام بتعذيب الإمام أحمد بن حنبل وعليه جرت الفتنة في محنة خلق القرآن، لكن نقلت لنا كتب التاريخ كيف أجرى الخليفة المعتصم المناظرات بين ابن حنبل وعلمائه وحاول في البداية استمالته لصفه، وبالفعل استطاع ابن حنبل التفوق في كل تلك المناظرات، لكن حين عزم الخليفة المعتصم على إطلاقه، نصحه أحمد بن أبي دؤاد بألا يتركه حتى لا يقال قد غلب خليفتين، وهكذا ضرب وعذب وسجن ابن حنبل حتى أمر المعتصم في النهاية بإطلاق سراحه، فيروي ابن كثير في «البداية والنهاية» أن المعتصم ندم كثيرًا على ما كان منه تجاه ابن حنبل، وظلّ يسأل عنه ويستعلم عن أخباره حتى علم أنه شفي ففرح بذلك كثيرًا، يقول ابن كثير أن تلك الفتنة لم يسلم منها تمامًا إلا هؤلاء، وهم: أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح بن ميمون، ونعيم بن حماد الخزاعي، وأبو يعقوب البوطي، وأحمد بن نصر الخزاعي، وقد قُتل بعضهم ومات البعض الآخر سواء في سجنه أو جراء تعذيبه.
إخماد الفتن والثورات الداخلية
أكمل المعتصم خطوات أخيه المأمون في القضاء على الثورات الداخلية التي استعصت عليه، إذ تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوب العراق تمكن من القضاء عليها القائد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجريًّا[39] وأجلاهم المعتصم إلى الأناضول.[40]
ولعلّ قضاؤه على ثورة بابك الخرمي، التي أسست دولة شاسعة في أذربيجان وجوارها منذ عهد المأمون كانت من أبرز أعماله؛ إذ إن بابك الخرمي قد مزج بين الإسلام والمجوسية، وأسس الخرمية هجينًا وعمد إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية ما ساهم في بقائه عصيًا على الدولة العباسية عشرين عامًا،[38] قضى عليها القائد حيدر بن كاوس «الأفشين».[39]
ثم قامت ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم وهو شيعي على المذهب الزيدي، إذ كان مقيمًا بالكوفة، ثم خرج منها إلى الطالقان بخراسان يدعوا إلى الرضا، فاجتمع إليه أناس كثر، فاهتم لأمره عبد الله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان وبعث له جيوشًا، وقامت بين الفريقين وقعات بناحية الطالقان انتهت بهزيمة محمد بن القاسم وفراره إلى كور خراسان في مدينة نسا غير أن واليها أمسك به وبعثه إلى المعتصم فقام الخليفة بحبسه، غير أنه تمكن من الفرار من السجن بمساعدة مجموعة من أنصاره، ولم يعرف عنه أي خبر بعد ذلك.[41]
معركة عمورية

انتهز الإمبراطور تيوفيل البيزنطي فرصة انشغال الخليفة المعتصم في حربهِ ومطاردة الخرميين، فأغار على الحدود الإسلامية وهاجم مدينة زبطرة وهي أقرب الثغور الإسلامية إلى أراضي الدولة البيزنطية، فأحرقها وخربها وقتل رجالها وسبى نسائها وأطفالها، وقد غضب المعتصم لهذا الحدث، خصوصًا وأنه كان يعتز بهذه المدينة لأنها مسقط رأس والدته، ويذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم (وا معتصماه)، فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم وأن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الإمبراطور البيزنطي وأهم مدينة في آسيا الصغرى[42]، ثم جمع المعتصم جيشًا كبيرًا بلغ تعداده خمسمائة ألف جندي [43]، وتولى قيادته بنفسهِ، كما ساعده كبار قادته كحيدر بن كاوس (الافشين) وأشناس، ويقال أن اسم عمورية كان منقوشًا على درع كل جندي في الجيش. وتقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش تيوفيل عام 838م فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم، ثم توجه بعدها إلى مدينة عمورية وضرب حصارًا عليها، وبعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة وتخريبها وأسر من فيها. ولقد حذّر بعض المنجمون المعتصم وهو في طريقه إلى عمورية بشؤم الحرب، وأنه سيخسرها لظهور مذنب في السماء، وإن طالع السماء والنجوم تؤشر خسارته، فلم يهتم لأمر المنجمين وتوكل على الله وواصل سيره، ولقد وصف الشاعر أبو تمام ذلك بالقصيدة التي مطلعها:
.[39] ويقال أن المعتصم كان يريد أن يواصل فتوحاته إلى القسطنطينية، غير أنه اكتشف مؤامرة دبرها ابن أخيه العباس مع القائد عجيف بن عنبسه الذي سبق أن قضى على ثورة الزط، مما اضطر المعتصم لأن ينهي الحرب مع الروم ويقبض على العباس وعجيف فحبسهما ومنع عنهما الماء إلى أن ماتا.[42]

وفاة المعتصم
احتجم المعتصم في أول يوم من المحرَّم سنة 227 هجرية فأصيب عقب ذلك بعلته التي قضت عليه يوم الخميس لثماني ليال مضت من شهر ربيع الأول من تلك السنة ورثاه محمد بن عبد الملك الزيات.[44]
ويقول السيوطي أنه لما احتضر جعل يقول: «ذهبت الحيلة فليس لي حيلة»
«اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك. وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي» [45]
كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بني العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولّى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح وتوفي وهو ابن ثمانية وأربعين عاما فكان يلقّب ب«المثمن» [46]، وكان معروفًا بطيبة النفس، وكان من أقسى الخلفاء وأكثرهم هيبة سار على طريقة المعتزلة وضيَّق على علماء أهل السنة. إثر وفاته عام 842م بويع بالخلافة ابنه الواثق بالله.
انظر
مراجع
فهرس المنشورات
- ^ ا ب في التاريخ العباسي والأندلسي، الدكتور أحمد مختار العبادي ص117
- ^ ا ب الدولة العباسية تكامل البناء الحضاري، عيسى الحسن ص197 ISBN 9786589079958
- ^ ابن الأثير (2005)، ص. 970.
- ^ ابن العمراني (1999)، ص. 104.
- ^ المسعودي (2005)، ج. 4، ص. 39.
- ^ ا ب ابن الجوزي (1995)، ج. 11، ص. 25.
- ^ البغدادي (2001)، ج. 4، ص. 547.
- ^ ا ب ابن الأثير (2005)، ص. 969.
- ^ الباز (2007)، ص. 565-566.
- ^ ا ب الخضري (2003)، ص. 216.
- ^ اذويب (2013)، ص. 17-21.
- ^ ا ب الباز (2007)، ص. 566.
- ^ اذويب (2013)، ص. 17.
- ^ الدوري (1997)، ص. 176-177.
- ^ ابن الجوزي (1995)، ج. 11، ص. 27.
- ^ ابن البطريق (1905)، ص. 60.
- ^ ا ب اذويب (2013)، ص. 7.
- ^ ا ب اذويب (2013)، ص. 5.
- ^ ابن الجوزي (1995)، ج. 11، ص. 25-26.
- ^ اليافعي (1997)، ج. 2، ص. 71.
- ^ ابن الأثير (2005)، ص. 876.
- ^ ابن الأثير (2005)، ص. 935.
- ^ إذويب (2013)، ص. 34.
- ^ الطبري (2004)، ص. 1808-1810.
- ^ ابن الأثير (2005)، ص. 936-937.
- ^ ابن الأثير (2005)، ص. 937.
- ^ الطبري (2004)، ص. 1811.
- ^ الطبري (2004)، ص. 1812.
- ^ ابن الأثير (2005)، ص. 938.
- ^ ا ب ج ابن الأثير (2005)، ص. 939.
- ^ الطبري (2004)، ص. 1815.
- ^ ا ب الكندي (1908)، ص. 188.
- ^ الكندي (1908)، ص. 189-190.
- ^ الكندي (1908)، ص. 189.
- ^ نصار (2002)، ص. 69-70.
- ^ الكندي (2003)، ص. 193.
- ^ النجوم الزاهره لأبي المحاسن، ج2،ص305
- ^ ا ب ثورة بابك الخرمي، الموسوعة العربية، 24 شباط 2011. نسخة محفوظة 18 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب ج في التاريخ العباسي والأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
- ^ ثورة الزط، الموسوعة العربية، 24 شباط 2011. نسخة محفوظة 18 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ الدولة العباسية، تكامل البناء الحضاري، عيسى الحسن ص203 ISBN 978-6589-07-995-1
- ^ ا ب في التاريخ العباسي والأندلسي - الدكتور أحمد مختار العبادي صفحة 119
- ^ Treadgold 1988، صفحة 297.
- ^ الدولة العباسية, تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص 211 ISBN 978-6589-07-995-1
- ^ السيوطي - تاريخ الخلفاء - صـ 254.
- ^ السيوطي - تاريخ الخلفاء - صـ 253.
فهرس الوب
معلومات المنشورات كاملة
الكتب مرتبة حسب تاريخ النشر
- الديار بكري (1884)، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (ط. 1)، القاهرة: مطبعة عثمان عبد الرزاق، OCLC:4770384722، QID:Q126708594
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - المسعودي (1893)، التنبيه والأشراف، ليدن: مطبعة بريل، OCLC:4770144063، QID:Q126077496
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - ابن الطقطقي (1899)، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، القاهرة: شركة طبع الكتب العربية، OCLC:4769993811، QID:Q126075819
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - سعيد بن البطريق (1905)، التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، بيروت: المطبعة الكاثوليكية، OCLC:784448621، QID:Q135239045
- الكندي (1908)، الولاة وكتاب القضاة، بيروت: المطبعة الكاثوليكية، OCLC:4771078436، QID:Q135267934
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - ابن الساعي (1960)، نساء الخلفاء: جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء، ذخائر العرب (28)، تحقيق: مصطفى جواد، القاهرة: دار المعارف، OCLC:953069400، QID:Q123371389
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - ظهير الدين الكازروني (1970)، مختصر التاريخ من أول الزمان إلى منتهى دولة بني العباس، تحقيق: مصطفى جواد، سالم الآلوسي، بغداد: المؤسسة العامة للطباعة، OCLC:4771288367، QID:Q125826463
- أبو الفرج بن الجوزي (1995)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، نعيم زرزور (ط. 2)، بيروت، OCLC:1222468306، QID:Q125912514
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - البلاذري (1996)، جمل من كتاب أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار، رياض زركلي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، OCLC:122969004، QID:Q114665392
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - شمس الدين الذهبي (1996)، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرنؤوط (ط. 11)، بيروت: مؤسسة الرسالة، OCLC:49724069، QID:Q124255462
- اليافعي (1997)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، OCLC:4770226939، QID:Q135237684
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - أندري كلو (1997)، هارون الرشيد وعصره، ترجمة: محمد الرزقي، تونس: دار سراس للنشر، OCLC:4770214492، QID:Q124425082
- ابن العمراني (1999)، الإنباء في تاريخ الخلفاء، تحقيق: قاسم السامرائي (ط. 1)، القاهرة: دار الآفاق العربية، OCLC:41180859، QID:Q56367172
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - حسني أحمد علي العباسي (2000). الأساس في أنساب بني العباس. تحقيق: أحمد عمر هاشم، حسين يوسف دويدار، محمد عبد الحميد راغب (ط. 1). القاهرة: دار ركابي للنشر. ISBN:978-977-6007-01-7. OCLC:45698005. OL:20771168M. QID:Q123463845.
- الخطيب البغدادي (2001)، تاريخ بغداد، تحقيق: بشار عواد معروف (ط. 1)، بيروت: دار الغرب الإسلامي، OCLC:49659164، QID:Q114815356
- أبو الحسن الروحي (2001)، بلغة الظرفاء في ذكرى تواريخ الخلفاء، تحقيق: محمد زينهم محمد، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، OCLC:4770126693، QID:Q126696491
- ابن إسفنديار (2002)، تاريخ طبرستان، ترجمة: أحمد محمد نادى، القاهرة: المشروع القومي للترجمة، OCLC:745363020، QID:Q127225035
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - حسين نصار (2002)، الثورات الشعبية في مصر الإسلامية (ط. 2)، القاهرة: مكتبة الدراسات الشعبية، QID:Q124398383
- جلال الدين السيوطي (2003)، تاريخ الخلفاء (ط. 1)، بيروت: دار ابن حزم، QID:Q123424538
- محمد الخضري بك (2003). الدولة العباسية. مراجعة: نجوى عباس. القاهرة: مؤسسة المختار للنشر. ISBN:978-977-5283-97-9. OCLC:54844608. OL:31601253M. QID:Q123224571.
- ابن كثير الدمشقي (2004)، البداية والنهاية، تحقيق: أبو صهيب الكرمي (ط. 1)، لبنان: بيت الأفكار الدولية، OCLC:1014077365، QID:Q123368203
- محمد بن جرير الطبري (2004). تاريخ الأمم والملوك، تاريخ الطبري: طبعة مقدم لها بتوضيح في أسانيد الطبري وبيان المؤاخذات عليها، وصححت النسخة على أصح النسخ الموجودة، وخدمت بفهارس للآيات وفهارس للأحاديث، وفهارس للموضوعات. مراجعة: أبو صهيب الكرمي. عَمَّان: بيت الأفكار الدولية. ISBN:978-9957-21-152-3. OCLC:956977290. QID:Q123224476.
- المسعودي (2005). مُرُوج الذهب ومعادن الجوهر. مراجعة: كمال حسن مرعي (ط. 1). صيدا، بيروت: المكتبة العصرية. ISBN:9953-34-317-9. OCLC:4770827273. OL:57501172M. QID:Q116270317.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - ابن الأثير الجزري (2005)، الكامل في التاريخ، مراجعة: أبو صهيب الكرمي، عَمَّان: بيت الأفكار الدولية، OCLC:122745941، QID:Q123225171
- محمد سهيل طقوش (2009). تاريخ الدولة العبَّاسيَّة (ط. 7). بيروت: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع. ISBN:978-9953-18-045-8. OCLC:915153412. QID:Q107182076.
- اليعقوبي (2010)، تاريخ اليعقوبي، تحقيق: عبد الأمير مهنا، بيروت، OCLC:759863356، QID:Q126721512
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - ابن أبي الربيع (2010)، سلوك المالك في تدبير الممالك، الرياض: دار العاذرية، OCLC:4770266635، QID:Q135224979
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - سولاف فيض الله حسن (2013). دور الجواري والقهرمانات في دار الخلافة العباسية (ط. 1). دمشق: صفحات للدراسات والنشر والتوزيع. ISBN:978-9933-495-13-8. OCLC:6914266520. OL:43175027M. QID:Q125689500.
- محمد إلهامي (2013)، العباسيون الأقوياء: رحلة العباسيين منذ بداية الثورة وحتى نهاية عصرهم الذهبي، رحلة الخلافة العباسية (1) (ط. 1)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، OCLC:908114750، QID:Q126202684
- أمل محي الدين الكردي (2014)، دور النساء في الخلافة العباسية، عَمَّان: دار اليازوري، QID:Q125997403
- المقالات المحكمة
- بهجة كامل عبد اللطيف (2002). "المعتصم بالله الخليفة العباسي القائد المجاهد". مجلة الآداب. ج. 58: 68–97. ISSN:1994-473X. QID:Q134438570.
- السيد أحمد الباز (2007). "المعتصم بالله آخر الخلفاء العظام من بني العباس: (218 - 227هـ / 833 - 841م)". مجلة کلیة اللغة العربیة بالمنصورة. ج. 5 ع. 26: 561–594. ISSN:2357-0679. QID:Q135222027.
- زكريا هاشم أحمد الخضر (2023). "قصور الخليفة المعتصم بالله في مدينة سامراء العباسية في ضوء المصادر التاريخية". كلية الآداب جامعة سامراء. ج. 10 ع. 34: 157–178. QID:Q135222088.
- أطاريح
- زياد زعل علي اذويب (2013)، الخلیفة المعتصم العباسي والتصدي للمشكلات الداخلیة (218 – 227ھـ / 833- 842 م)، إشراف: خلقي خنفر، الخليل: جامعة الخليل، ص. 1–335، QID:Q135222200
مُحمَّد المُعتصم بالله ولد: شعبان 180 هـ / أكتوبر 796 م توفي: 18 ربيع الأوَّل 227 هـ / 5 يناير 842 م
| ||
ألقاب سُنيَّة | ||
---|---|---|
سبقه عبد الله المأمُون |
أمِيرُ المُؤمِنين
18 رجب 218 – 18 ربيع الأوَّل 227 هـ |
تبعه هارُون الواثق بالله |
- قوالب الدولة العباسية
- أشخاص من بغداد
- أشخاص من محنة خلق القرآن
- حكام في إفريقيا في القرن 9
- خلفاء عباسيون في القرن 3 هـ
- خلفاء عباسيون في القرن 9
- عباسيون في الحروب الإسلامية البيزنطية
- قادة عسكريون مسلمون
- مسلمون عرب
- مواليد 179 هـ
- مواليد 794
- مواليد 796
- مواليد في بغداد
- مؤسسو مدن
- هارون الرشيد
- هاشميون
- وفيات 227 هـ
- وفيات 842
- وفيات في سامراء
- حكام في إفريقيا القرن 9