يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (يونيو 2025) |
هذه مقالة غير مراجعة.(يونيو 2025) |
علي حسين الناصر العبدالله (أبو ربيع) (1917م–2005م)، أحد رجالات الكويت البارزين من جيل الرواد الذين أسهموا في بناء الدولة الحديثة. ينتمي إلى أسرة العبدالله الناصر، التي يعود استقرارها في الكويت إلى ما قبل عام 1761م قادمة من جنوب شرق نجد، وهي من العائلات العريقة التي ارتبطت بالمكانة الرفيعة والوجاهة الاجتماعية في تاريخ البلاد.
النشأة والتعليم
وُلد علي حسين الناصر العبدالله في منطقة شرق بالكويت عام 1917م، ونشأ في بيئة تتسم بقيم العمل والانتماء الوطني. تلقى تعليمه الأولي في الكُتّاب التقليدي تحت إشراف المطوعة صالحة الشمالي، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
ورغم محدودية التعليم النظامي في تلك الفترة، واصل سعيه الذاتي للمعرفة، مكتسبًا ثقافة واسعة ورؤية وطنية مبكرة، انعكست لاحقًا في مسيرته المهنية والاجتماعية.
العائلة والمهنة
ارتبط اسم أسرة العبدالله الناصر منذ القدم بحرفة خياطة البشوت، إحدى المهن التقليدية التي ارتبطت بالوجاهة والرمزية الاجتماعية في الكويت.
كان والده حسين الناصر العبدالله من كبار المعازيب في سوق المخايطة، تميز بجودة الإنتاج ودقة الصنعة، وأشرف على نخبة من الحياك المهرة، مما رسخ مكانته ضمن أبرز الأسر ذات الحضور الاجتماعي المرموق.
أما عمه علي العبدالله الناصر (أبو إبراهيم)، والد الأديب والقاضي عبدالرزاق البصير، فقد امتلك ديوانية خياطة كبيرة ضمت أكثر من عشرين حائكًا، وتولى تفصيل البشوت لكبار رجالات الدولة والوجهاء، وعلى رأسهم الحاكم مبارك الكبير، في تجسيد لمكانة العائلة ومساهمتها في الحياة الاجتماعية التقليدية.
الدور الوطني
لعبت الأسرة دورًا فاعلًا في مراحل مبكرة من تاريخ الكويت؛ حيث عهد الأمير سالم المبارك الصباح إلى والده حسين الناصر العبدالله بتنظيم وجمع الصفارين والبنائين للمشاركة في بناء سور الكويت الثالث عام 1919م. أُسندت إليه هذه المهمة تقديرًا لمكانته الاجتماعية البارزة وكثرة علاقاته مع أهل الكويت بمختلف أطيافهم، وهو تكليف يعكس مستوى الثقة والمكانة التي تحظى بها الأسرة.
وقد نشأ علي حسين الناصر العبدالله في هذا المناخ الوطني، وكان شاهدًا على معركة الجهراء عام 1920م، حيث ساهمت عائلته في دعم المقاومة من خلال المساعدة في توزيع السلاح المقدم من الدولة.
وفي المراحل اللاحقة، عُرف بمواقفه الوطنية؛ فكان من الرافضين للانتماءات الحزبية الوافدة في خمسينيات القرن العشرين، مؤكدًا أن الولاء للكويت فوق كل اعتبار. كما كان من المشاركين في التظاهرات الشعبية الداعمة لاستقلال البلاد واستقرار حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح خلال أزمة عبدالكريم قاسم عام 1961م.
وخلال الغزو العراقي للكويت عام 1990م، تمسك بالبقاء على أرض الوطن، رافضًا مغادرته رغم المخاطر، في موقف يعكس إيمانًا عميقًا بقيمة الوطن والولاء له.
العلاقة مع عبدالرزاق البصير
تمتد الروابط العائلية والفكرية بينه وبين ابن عمه القاضي والأديب عبدالرزاق إبراهيم العبدالله الناصر (البصير)، أحد رواد الحركة القضائية في الكويت وعضو اللجنة العليا التأسيسية لمنح الجنسية عام 1960م، حيث أسهما في مرحلة تأسيسية مهمة من تاريخ الكويت الحديث.
الاهتمامات الثقافية
تميّز علي حسين الناصر العبدالله بشغف مبكر بالقراءة والثقافة العامة، حيث واظب على متابعة الصحافة العربية والدوريات الفكرية التي كانت تصل إلى الكويت في تلك الحقبة. وقد ساهم اطلاعه المستمر في إثراء معارفه السياسية والاجتماعية، مما أكسبه رؤية تحليلية عميقة للأحداث الوطنية والإقليمية، وكرّس مكانته كأحد أبناء الجيل المثقف، الذي ساهم بفكره في تشكيل الوعي الوطني خلال مراحل مبكرة من تاريخ البلاد.
الوفاة والإرث
توفي علي حسين الناصر العبدالله (أبو ربيع) في 18 فبراير 2005م، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني والاجتماعي. وقد ترك إرثًا بارزًا تجسد في مواقفه الوطنية الصلبة وإسهاماته في خدمة المجتمع الكويتي عبر مراحل حاسمة من تاريخه. بقي اسمه حاضرًا في الذاكرة الوطنية، رمزًا للإخلاص والوفاء، ونموذجًا للأجيال في الالتزام بالمسؤولية والعمل المخلص من أجل رفعة الوطن واستقراره.
الأسرة والأبناء
ينتمي علي حسين الناصر العبدالله (أبو ربيع) إلى أسرة كويتية ذات جذور تاريخية، ارتبط اسمها بالمكانة الاجتماعية والتميز المهني. وقد تميز أبناؤه بمسيرات مهنية بارزة في قطاعات حيوية، حيث شغلوا مناصب مؤثرة في مجالات القانون والهندسة والإعلام، وتركوا بصمات واضحة في مجالات عملهم:
- ربيع علي حسين الناصر: حاصل على شهادة الحقوق ودرجة الليسانس في القانون، بالإضافة إلى دبلوم متخصص في القانون الفرنسي. التحق بالعمل في مجلس الوزراء الكويتي ضمن إدارة الفتوى والتشريع، وتدرج في المناصب حتى أصبح من أبرز القياديين داخل الإدارة، وأسهم بدور فاعل في العمل القانوني والإشرافي. يمتلك خبرة واسعة في الترافع أمام المحاكم بمختلف درجاتها، تمتد لأكثر من أربعين عامًا، مما جعله من الشخصيات القانونية البارزة في الساحة الوطنية.
- محمد علي حسين الناصر: مهندس كيميائي، عمل في قطاع النفط، وشارك في تنفيذ وإدارة مشاريع هندسية حيوية مرتبطة بالبنية التحتية للطاقة والصناعات البترولية، مما أكسبه خبرة مهنية واسعة في أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الكويت.
- عبد الحكيم علي حسين الناصر: حاصل على شهادة الحقوق، عمل مستشارًا قانونيًا في مجلس الوزراء ضمن إدارة الفتوى والتشريع، وراكم خبرة مهنية تزيد على ثلاثين عامًا في العمل القانوني، شملت الترافع أمام مختلف درجات المحاكم، والمساهمة في صياغة وتدقيق العديد من المشروعات القانونية والتشريعية.
- خالد علي حسين الناصر: عمل في وزارة الإعلام ضمن المكتبة الوطنية التابعة للوزارة، وأسهم في تطوير الأنشطة الثقافية والمعلوماتية، مما عزز من دور الوزارة في نشر المعرفة والتوعية الإعلامية.
وتُجسد مسيرة أبنائه امتدادًا للإرث الوطني والاجتماعي الذي عُرفت به الأسرة، مستمرين في أداء دورهم في خدمة المجتمع الكويتي من خلال تخصصاتهم ومواقعهم المهنية.
الأحفاد
يُذكر أن حفيده هو الكاتب والصحفي علي حسين الناصر (علي حسين ربيع العبدالله الناصر)، الذي يواصل الكتابة في صحيفة القبس، متناولًا القضايا الوطنية، ومعبرًا عن ولائه للكويت بروح استمدها من إرث أجداده وقيمهم الراسخة.