لعبة النسيان | |
---|---|
معلومات الكتاب | |
المؤلف | محمد برادة |
البلد | ![]() |
اللغة | العربية |
الناشر | دار الأمان |
تاريخ النشر | 1987 |
النوع الأدبي | رواية |
التقديم | |
عدد الأجزاء | 1 |
عدد الصفحات | 135 |
الفريق | |
فنان الغلاف | كمال بلاطة |
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
لعبة النسيان هي رواية لمحمد برادة، صدرت سنة 1987 عن دار الأمان في 135 صفحة. قررتها وزارة التربية الوطنية ضمن مؤلفات سلك التعليم الثانوي، سنة 1995 إلى غاية سنة 2005.[1][2] تعتبر من بين أهم أعمال الكاتب برادة. صنفت في المركز 46 في قائمة أفضل مئة رواية عربية.استعمل الروائي فيها تقنية رواية متعددة الأصوات.
نبذة
تقدم رواية «لعبة النسيان» تجربة متجددة في القوالب الروائية، مسلطة الضوء على تحولات المجتمع المغربي خلال أواخر الاستعمار وبداية الاستقلال وما تلاهما. كما تكشف الرواية عن التفاوت الاجتماعي الصارخ، سواء بين المغاربة والمستعمرين أو بين فئات المجتمع المغربي نفسها، من خلال تتبع تفاعلات ثلاثة أجيال داخل عائلة واحدة. تتمحور الأحداث حول علاقة الهادي بأمه «للا الغالية»، الأم الحنون التي تغادر فاس إلى الرباط للاعتناء بأحفادها بعد زواج ابنتها. لكن وفاة والدته تدفع ابنها الهادي إلى العودة إلى فاس، حيث تتجسد ذكريات طفولته الأجمل.
يحمل عنوان الرواية دلالة عميقة، إذ يعكس أثر فقدان شخص عزيز، وهو الأم التي تحتل مكانة خاصة في حياة الهادي. تركز الرواية على لحظتين مفصليتين في حياته: الأولى، وفاة والدته «للا الغالية»، المرأة التي لا تعوّض، والثانية، رحيل «لالة ربيعة»، الحبيبة التي كان لها أثر نفسي بالغ عليه، مما جعله غارقًا في التوجّع والكآبة.
يمارس الراوي لعبة النسيان، حيث يسعى إلى طمس الآلام والأوجاع، وفي الوقت نفسه يستحضر الذكريات، محاولًا إعادة تشكيل صورة متخيلة لما فقده، في محاولة للتصالح مع ماضيه والبحث عن مخرج من أحزانه.
في رواية «لعبة النسيان»، تبدو تيمة الأب باهتة، حيث يتم تهميش دوره لصالح حضور الأم الطاغي. يتجلى هذا في تناسي الأب وعدم الاعتراف به، مما يعكس رمزياً غيابه أو استبعاده من السرد. في مشهد دال، يتجاهل الراوي النقاش السياسي الجاد، ويوجّه الحديث نحو استذكار الأمهات، مما يعزز مركزية الأم ويدعم فكرة قتل الأب رمزياً كما ذكر ذلك الناقد المغربي سعيد يقطين.[3]
الشخصيات
- الهادي: الشخصية المحورية، تحاول تجاوز ألم فقدان لأعز شخصين على قلبه وهما أمه وحبيبته، من خلال لعبة النسيان كوسيلة للتأقلم مع الحزن و بدء حياة جديدة بعد فقدانه.
- لالة الغالية: هي رمز للحب والأمومة، تمثل المحور العاطفي والوجداني في حياة الهادي، وغيابها يدفعه إلى محاولة كتابة ذكرياته عنها كمقاومة للنسيان وليس فقط للهروب منه.
- الطايع: شقيق الهادي الأصغر. يمثل الجانب الآخر من شخصية الهادي، حيث يميل إلى الواقعية والتكيف مع الحياة ببراغماتية، مما يبرز التناقض بينهما.
- لالة نجية: الجدة التي تربي الهادي، بل تلعب دورًا محوريًا في تشكيل وعيه ومساعدته على التأقلم مع الفقدان، ما يجعلها شخصية مؤثرة في بنية الرواية.
- سي إبراهيم: صديق العائلة، شخصية حكيمة تقدم النصائح للهادي. يمثل جانبًا من الوعي الاجتماعي الذي يوجه البطل في رحلته العاطفية والفكرية.
الاسلوب
تتميز رواية "لعبة النسيان" بأسلوب سردي يعكس عمق التجربة الإنسانية ومعاناة الفرد. تعتمد الرواية بشكل أساسي على السرد الذاتي من خلال شخصية "الهادي"، مما يمنح القارئ نظرة عميقة إلى عالمه الداخلي وعواطفه المتناقضة و يستخدم برادة لغة شاعرية للتعبير عن المشاعر والأحاسيس المعقدة، يتنقل السرد بين الماضي والحاضر، مما يخلق إيقاعًا خاصًا ويعمق فهم القارئ لسيكولوجية الشخصية الرئيسية. كما استخدم الكاتب الرموز بشكل مكثف في الرواية، حيث تمثل الأشياء والأحداث دلالات أعمق من معناها الظاهري. تركز الرواية على العالم الداخلي للشخصيات، وتستكشف أعماق النفس البشرية ومشاعرها المتناقضة. يستخدم التكرار كأداة فنية للتأكيد على الأفكار الرئيسية وتعميق انطباع القارئ بها.[4][5][6][7] كما تتصف الرواية بتعدد الأصوات كما يصطلح عليه بالبوليفونية وهو مصطلح استجلب من فن الموسيقى، ليعبر عن تناغم هذه الأصوات بالرغم من اختلافها.[8] يشكل عام يتسم أسلوب محمد برادة الأدبي بالتجريب والانفتاح على الأشكال السردية الحديثة، حيث يمزج بين التخييل والتأريخ، ويعتمد على تعدد الأصوات والمنظورات. كما يوظف الحوارات الداخلية واسترجاع الذكريات لإبراز البعد النفسي لشخصياته، مما يمنح نصوصه طابعًا تأمليًا وتحليليًا.[9]
الأثر
منذ صدورها في طبعتها الأولى سنة 1987، كانت مثار جدل واسع على صفحات الجرائد والمجلات الثقافية ونشرت حولها دراسات جامعية ونقدية كثيرة.[3][9] وساهم في ذلك اختيارها من طرف وزارة التربية الوطنية المغربية منذ 1995 إلى 2005، لتكون ضمن المؤلفات المقررة على تلاميذ الثانوي.[2] في سنة 2018، حوّلت الرواية إلى مسرحية بعنوان النسيان، ولعبت على خشبة المسرح بالمغرب، مما منح شخصياتهما حياة جديدة [10] ، وفي سنة 2021 عرضت المسرحية في تونس[11][12]
مراجع
- ^ "محمد برادة". جائزة كتارا للرواية العربية. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.
- ^ ا ب "محمد برادة… «لعبة النسيان» تنتشر بفضل الثانويات". اليوم 24 – أخبار اليوم على مدار الساعة. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.
- ^ ا ب admin (24 أكتوبر 2017). "لعبة نسيان الأجيال". القدس العربي. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.
- ^ مرشد، ماجد قائد قاسم؛ كنوني، محمد (4 يونيو 2021). "سيمياء النص الموازي في الأعمال الشعرية الكاملة لمحمد أحمد منصور بين تأثيث القراءة وتخصيب الدلالة". مجلة الآداب للدراسات اللغوية والأدبية. ج. 1 ع. 9: 353–387. DOI:10.53286/arts.v1i9.331. ISSN:2708-5783.
- ^ della Redazione، A cura (2023-08). "Traduzione della legge spagnola 10/2021 sul trabajo a distancia". GIORNALE DI DIRITTO DEL LAVORO E DI RELAZIONI INDUSTRIALI ع. 177: 275–282. DOI:10.3280/gdl2023-177015. ISSN:1720-4321.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ^ ابن يطو، عبدالرحمان (2017). "توظيف التراث السردي في الرواية الجزائرية من خلال الإطار الحكائي لقصص ألف ليلة وليلة". حوليات الآداب واللغات: 79. DOI:10.35813/1712-000-009-005.
- ^ السید عبدالعال البنَّا، یاسر (1 يوليو 2021). "بین شعراء الجن وربات الفن قراءة مقارنة لفکرة الإلهام فی الأدبین العربی والیونانی". حولیة کلیة اللغة العربیة بجرجا. ج. 25 ع. 7: 6401–6483. DOI:10.21608/bfag.2021.184931. ISSN:2636-316X.
- ^ لزرقي، ياقوتة؛ بوقمرة، عمر (2018). "المصطلح التداولي وبعده المنطقي في فكر طه عبد الرحمان:, مصطلح اللزوم أنموذجاً". أمارات في اللغة والأدب والنقد: 44. DOI:10.38172/2032-002-001-004.
- ^ ا ب Rim (27 نوفمبر 2024). "محمد برادة: الحكاية كأداة لفهم الواقع | المصطفى كليتي". القدس العربي. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.
- ^ الأدبية، طنجة (7 يوليو 2018). ""لعبة النسيان" و "امرأة للنسيان" لمحمد برادة على خشبة المسرح بالقنيطرة". موقع طنجة الأدبية. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.
- ^ الفن، بيت (24 نوفمبر 2021). "عرض المسرحية المغربية "نسيان" في تونس". بيت الفن المغربي. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.
- ^ "مسرحية نسيان المغربية في عرضين جديدين بالعاصمة التونسية". الثقافة المغربية الأوروبية - Culturedumaroc. 23 ديسمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2025-01-30.