مَلِيح بْنْ اَلْحُكْمِ بْنْ صَخْرْ اَلْهُذَلِي. فارس وشاعر عربي من اهل الحجاز عرف بقصائد الفخر والقوة وابوة الحكم بن صخر من الصحابة. عاش مليح في عصر صدر الإسلام وأدرك العصر الأموي . وألتحق بفتح مصر مع جيش عمرو بن العاص .[1]
هو مليح ابن الحكم بن صخر بن أقيصر بن عمير بن زيد بن اياس بن سهم من بني قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . [2] [3]
ولد في عصر النبوة في مكة وشهد جهاد قومة هذيل مع النبي محمد في غزواتهم وذكر في شعره
ونحن ضربنا يوم يلتمس الهدى
بأسيافنا عند النبي الموفق
ضربنا بهن الهام عن كل جائرٍ
عن الدين أو من تائه متبطرق
قال المليح وهو يفخر في خندف .
ونحن أهل الدار والسرادق
والباب والمنبر والبرازق
والمسجد الأوسع والرساتق
والموج والملجأ في الفواهق
وخاتم الملوك غير العالق
ونحن ولينا حدود الفاسق
وقال يذكر بعض أيام قومة بالجاهلية.[4]
وَنَحْنُ قَتْلِنَا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدَبَّرٍ
تَأَبَّطَ مَا نُزْهِقُ بِهِ اَلْحَرْبُ يُزْهِقُ
وَقَائِد بِهَزٍّ قَدْ قَتَلْنَا وَرُبَّمَا
قَتْلِنَا اَلْكَمِّيِّ حَاذَرَا غَيْرُ مُطْرِقٍ
مَنَعَنَا مِنْ اَلْأَعْدَاءِ كُلُّ وَلِيجَة
وَجَارٍ وَحَزْنَاهُمْ إِلَى غَيْرِ مُلْصَقٍ
بِنُعْمَانْ أَسْيَافٍ أَقَمْنَ عَلَيْهِمْ
نَوَائِحْ شَؤْبُوبْ مِنْ اَلْمَوْتِ مُصْعَقْ
وَنَحْنُ بَطَحْنَا يَوْمُ أَنْفٍ فَلِمَ تَعُدْ
سَلِيم بْنْ مَنْصُورْ بِجْأَوَاَهْ فَيْلَقٍ
غَدَاةَ أَسْرِنَا فِي اَلْحِبَالْ مُلُوكِكُمْ
عَنَّا بُنِيَ اَلصَّبَاحُ وَابْنُ اَلْمُحَلِّقِ
قَتْلُنَا اِبْنِ حَبُوَاءْ اَلَّذِي كَانَ خَيْرُهُمْ
وَزِدْنَا عَلَيْهِ خَالِدًا وَابْنِ مُعَتَّقٍ
وَعَمَّرَا نَجْلَنَا حَلْقَةً بَمْرَشَة
مَتَى مَا تُخَالِطُهَا اَلْأَسِنَّةُ تَشْهَقُ
وَنَحْنُ صُبْحِنَا جَمْعَ كَعْبِ وَلِفَهْمِ
بَعْسَفَانْ مِنَّا سَلَّةً لَمْ تَبْرُقْ
غُدُوّنَا إِلَيْهِمْ نَحْمِلُ اَلْمَوْتُ نَحْوهُمْ
كَزَحْفِ اَلْقِطَارِ فِي اَلْقَتِيرْ اَلْمُبَنَّقْ
صَبَّحْنَاهُمْ وَالشَّمْسَ خَضْرَاءُ غَضُّهُ
بِذَاتَ اَللِّظَا حَدِّ اَلسِّنَانِ اَلْمُخَرِّقْ
لَقِينَاهُمْ وَالْمَوْتَ قِسْمَانِ بَيْنَنَا
بِضَرْبِ كَإِضْرَامِ اَلْغَضَا اَلْمُتَحَرِّقَ
بَمْعَلُوبَّهْ خِضْرْ وَسُمْرِ كَأَنَّمَا
يَفْصِلْنَ بِالْأَعْنَاقِ خِيطَانَ بُرُوق
غَدَاةَ اَبَتَقَرْنَا بِالسُّيُوفِ اَجْثَة
مِنْ اَلْحَرْبِ فِي مَنْتُوجِهِ لَمَّ تَطَرُّقٍ
تَرَى كُل بِكْرٍ فِيهِمْ ذَاتُ مِئْزَرِ
كَعَّابْ وَأُخْرَى مُنْصِفٌ ذَاتَ مَنْطِقٍ
وله قصائد عديده في ديوان الهذليين .
كان مليح يعشق أمراه اسمها ليلى فكانت المقصودة في قصائده الغزلية ومن أبياته فيها.[5] [6]
تَذَكَّرَتْ لَيْلَى يَوْمٍ أَصْبَحَتْ قَافِلاً
بَزِيزَاءْ وَالذِّكْرَى تَشَوُّق وَتَشْغَفُ
غَدَاةَ تَرَدٍّ اَلدَّمْعِ عَيَّنَ مَرِيضَةً
بِلَيْلَى وَتَارَاتٍ تَفِيضُ وَتَذْرِفُ
وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاهَا اَلَّتِي خَطَرَتْ لَنَا
بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ اَلشِّرَاءُ فَالْمُعَرِّف
وَاعْتَمَلَتْ مِنْ طَوْدِ اَلْحِجَازِ تَحُوزُهُ
إِلَى اَلْغَوْرِ مَا اَحْتَازْ اَلْفَقِيرَ فِلْفِلْفْ
وَمَا ذَكَرَهُ لَيْلَى وَلَيْسَتْ بُخْلهُ
وَلَا اِتِّبَاعُهَا لَكَ يَعْرِفُ
وَلَا أَنْتَ تَلَقَّاهَا وَلَا دَارَ أَهْلَهَا
بِدَارِكَ إِلَّا لَمَّةً أَلُومُ تُسْعِفُ
فَمِنْ حُبِّ لَيْلَى يَوْمُ فَيْضَ اُرَاكَة
وَيَوْمًا بِقَرْنٍ كَدَّتْ لِلْمَوْتِ أَشْرَفَ
تثني لنا جيد محول مدامعها
لها بنعمان أو فيض الثرى ولد
وهو القائل.[7] [8]
وَأَخْفَيْتُ مَا لَمْ يَعْلَمْ اَلنَّاسُ لَمْ يَزَلْ
يَلُومُكَ فِيهَا نَاصِحَاتٌ وَكَشُحٍّ
فَحَبْكُ لَيْلَى حِينَ تَدْنُو زَمَانَهُ
وِيلْحَاكْ فِي لَيْلَى اَلْعَرِيفِ اَلْمِصَحْصَحْ
وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى حِينَ تَدْنُو بِهَا اَلنَّوَى
تَعُدْ لِأُخْرَى غُرْبَةَ خِينْ تَجْمَحُ
وَلَكِنَّ لَيْلَى أُهْلِكَتْنِي بِقَوْلِهَا
نَعِمَ ثُمَّ لَيْلَى اَلْمَاطِلْ اَلْمُتَبَلِّحْ