قرصنة

القرصنة (ممتهنها: قرصان، والجمع: قراصنة) هي سرقة مرتكبة في البحر، أو أحياناً على الشاطئ، من قبل عميل غير مدفوع من أي دولة أو حكومة. وقد أصبحت القرصنة حديثاً مصدر خطر داهم خاصة في سواحل الصومال التي تخضع خضوعا كاملا للقراصنة حيث تجري ثلث عمليات القرصنة في العالم قرب سواحل الصومال. كانت أقرب الحالات الموثقة للقرصنة هي في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، عندما هاجم مجموعة من لصوص البحر الحضارات الواقعة على بحر أيجة والبحر الأبيض المتوسط. القنوات الضيقة التي يجري فيها شحن السفن خلقت فرصاً سهلة للقراصنة. تشمل الأمثلة التاريخية للقرصنة مياه جبل طارق ومضيق ملقا ومدغشقر وخليج عدن وبحر المانش. هذا فضلا عن وجود القرصنة التفويضية. ويوازي القرصنة في البرية نصب الكمائن من قبل قطاع الطرق واللصوص للمسافرين في المناطق الجبلية والممرات السريعة. تستخدم القرصنة التفويضية نفس اساليب القرصنة لكن بأخذ الأوامر من الحكومات بهدف الأستيلاء على سفن دولة عدوة. يمكن لمصطلح القرصنة أن يشمل الأعمال القائمة في الجو أو البر لكن في هذه المقالة سنركز على القرصنة البحرية. لكنها لن تتضمن الجرائم المرتكبة على نفس السفينة كاعتداء مسافر على أخر بهدف السرقة أو غيرها.
مقالة مختارة
القرصنة في الخليج العربي كانت سائدة قبل القرن 20. كان ينظر إليها على أنها إحدى التهديدات الرئيسية لطرق التجارة البحرية العالمية ولا سيما مع أهمية الهند البريطانية والعراق. الكثير من الحالات التاريخية أبرزت القرصنة التي يشار إليها بالمقاومة حسب مؤرخين إماراتيين حديثين ينتمون إلى قبيلة القاسمي. أدى ذلك بالبريطانيين إلى القيام بحملة الخليج العربي 1809 وهي عبارة عن حملة عسكرية قام فيها البريطانيون بقصف رأس الخيمة وبندر لنجة وغيرها من موانئ القواسم. يقول حاكم الشارقة الحالي سلطان بن محمد القاسمي في كتابه خرافة القرصنة في الخليج العربي أن ادعاءات القرصنة هي مجرد ذرائع استخدمها البريطانيين لفرض الإمبريالية.
كانت أنشطة القرصنة شائعة في الخليج العربي من أواخر القرن 18 إلى منتصف القرن 19 ولا سيما في المنطقة المعروفة باسم ساحل القراصنة الذي امتد من قطر إلى عمان. قلت القرصنة من عام 1820 بتوقيع المعاهدة العامة للسلام 1820 التي أكدتها معاهدة السلام البحري الأبدية في عام 1853 ثم عرف ساحل القراصنة عند البريطانيين باسم إمارات الساحل المتصالح (في الوقت الحاضر الإمارات العربية المتحدة).
قرصان مختار

أوليفييه ليفاسور (بالفرنسية: Olivier Levasseur) (1688 أو 1689 أو 1690 - 7 يوليو 1730)، وهو قرصان كان يلقب في أيامه الأولى بـ(La Buse="الطنان أو الصقر") أو (La Bouche="الفم")، وذلك بسبب سرعته وقسوته عندما يهاجم أعدائه. ويعرف عنه بأنه قد أخفى أحد أكبر الكنوز في تاريخ القراصنة، والذي يقدر بأكثر من مليار جنيه إسترليني، واستخدم كتابة مشفرة لمكان وجوده. ولد أوليفييه في مدينة كاليه خلال حرب التسع سنوات (1688–1697) من عائلة برجوازية ثرية، وأصبح ضابطا في البحرية بعد أن تلقي تعليما ممتازا. خلال حرب الخلافة الإسبانية (1701-1714)، حصل على تفويض رد اعتداء من الملك لويس الرابع عشر وأصبح قرصان مفوض خاصًا بالتاج الفرنسي. عندما انتهت الحرب، جاءته الأُوامر للعودة إلى الوطن مع سفينته، لكنه لم يفعل بل انضم إلى شركة بينجامين هورنغولد للقراصنة في عام 1716. أثبت ليفاسور أنه قائد جيد وزميل ملاح ناجح، بالرغم من وجود ندبة في إحدى عينيه وكانت تحد من بصره.
صائد قراصنة مختار

وودس روجرز هو قائد بحري وقرصان مفوض ومستكشف إنجليزي ولد في سنة 1679 في دورست في انجلترا. عرف لانقاذه للقائد البحري ألكسندر سيلكيرك، ليلهم من قبل دانييل ديفو بتأليف روايته روبنسون كروزو. عمل في البداية تحت إمرة القائد البحري وليام دامبير وأحرز العديد من الإنتصارات ضد البحرية الإسبانية، حيث استغل ازدياد عدد القراصنة في المستعمرات الإسبانية ليقوم بتجنيدهم لخدمة مصالح إنجلترا. أثناء احدى رحلاته الاستكشافية وصل إلى جزيرة روبنسون كروزو في فبراير 1709 ومن هناك خاض رحلته حول العالم وعاد مع معظم أفراد طاقمه بالعديد من الغنائم لتوصف رحلته بالعظيمة ويصبح البطل القومي في إنجلترا. بعد رجوعه قاضاه أفراد طاقمه بعدم دفعه لهم لمستحقاتهم ليفلس بعدها. بعد تقاعده ألف كتاب الدوران حول العالم ليحقق مبيعات كثيرة في إنجلترا ويسترجع جزء كبير من ثروته. تم اختياره فيما بعد كمحافظ على جزر البهاماس. بعد انتهاء حرب الخلافة الإسبانية، أشرف على انهاء العصر الذهبي للقراصنة وقام بمهاجمة جمهورية القراصنة. توفي في سنة 1730.