استخدام النبيذ الفلسطيني في العصور القديمة كان عاملاً هاماً في الطقوس الدينية، بل وأيضًا ضرورة للتفاعل الاجتماعي والاستهلاك الغذائي العام والأغراض الطبية.[1] في الفترة البيزنطية، أدى الإنتاج الواسع النطاق للتجارة الدولية في السلع الأساسية، وتم تصدير النبيذ الفلسطيني حول منطقة البحر الأبيض المتوسط. تضائل إنتاج النبيذ من قبل المسيحيين مع الفتح الإسلامي في القرن السابع وأعيد أحياءه مؤقتاً مع استيطان المسيحيين الفرنجة أثناء الحملات الصليبية في القرن الثاني عشر. واصل اليهود زراعة الكروم في أواخر القرن الخامس عشر حتى الفترة العثمانية. وأنشئت أول مصانع حديثة للنبيذ من قبل المستوطنين الألمان في سارونا (أحد أحياء تل أبيب في إسرائيل) في 1874/5 وبواسطة اليهود في ريشون لتسيون (أيضًا في إسرائيل) عام 1882.
الفترة العثمانية والبريطانية
في القرن السادس عشر، على الرغم من أن السلطات العثمانية حظرت استهلاك النبيذ من قبل المسلمين، إلا أنها تسامحت مع بيعه لغير المسلمين.[2] وفي وقت لاحق، في عام 1754، حظر قانون عثماني يهدف إلى منع السكر والبذاءة اليهود من بيع النبيذ للمسلمين أو المسيحيين.[3]
شهد منتصف القرن التاسع عشر نمواً سريعاً في زراعة العنب، وزرع أغلبه من قبل يهود.[4] أسس الحاخام إسحاق شور أول مصنع نبيذ فلسطيني حديث في القدس في عام 1848.[5] في نفس العام، جلب مبعوث فلسطيني كان في مهمة إغاثية لجامايكا معه 32 برميل نبيذ فلسطيني للمساعدة في جمع الأموال.[6] في عام 1870، أسس الحاخام أبراهام تيبربرغ مصنع إفرات للنبيذ في البلدة القديمة بالقدس[5] وبدأت المدرسة اليهودية الزراعية في ميكفه إسرائيل بزيادة أول الكروم ذات النوعية الأوروبية.[7]
الصناعة الحديثة
نديم خوري، هو فلسطيني معروف لإنشاءه مصنع الطيبة للجعة، افتتح أيضًا مصنع نبيذ في قرية الطيبة ذات الأغلبية المسيحية بالضفة الغربية.[8] باستخدام 21 صنف أصلي من العنب، نالت الخمور المنتجة سريعاً مديح الزوار.[9] اعترف خوري بأن القيود الإسرائيلية صعبت القيام بأعمال تجارية، وشحناته على سبيل المثال، بما في ذلك معداته لصنع النبيذ، يمكن أن تتأخر بسبب حواجز التفتيش الإسرائيلية.[10] من المشاكل الأخرى التي يواجهها أصحاب الأعمال، هي صعوبة الشحن إلى الولايات المتحدة ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه لا يوجد اتفاق تجارة حرة بين البلدين. يقام الآن مهرجان نبيذ سنوياً في البلدة.[11]
حواشي
- ^ Hezser 2010، صفحة 286
- ^ Cohen 2002، صفحة 38
- ^ Barnay 1992، صفحة 141
- ^ Gilbar 1986، صفحة 197
- ^ ا ب Rogov 2004، صفحة 4
- ^ Baron 1943، صفحات 5–6
- ^ Baron 1975، صفحة 139
- ^ "Palestine's first winery hopes to foster local identity". Osv.com. 28 يناير 2015. مؤرشف من الأصل في 2019-12-22. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-02.
- ^ Kevin Begos (13 أكتوبر 2015). "How Palestinian Winemakers Are Preserving An Ancient Tradition". Huffingtonpost.com. مؤرشف من الأصل في 2016-01-23. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-02.
- ^ "West Bank Christian Village Now Making Wine in 'Peaceful Resistance'". Associated Press. Haaretz. 4 نوفمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2017-07-16. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-02.
- ^ Andrea DiCenzo (3 مارس 2015). "First annual wine festival held in West Bank town of Taybeh". Middle East Eye. مؤرشف من الأصل في 2015-09-15. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-02.
مصادر
- Kingsley, Sean. (Oxford, 2001). The Economic Impact of the Palestinian Wine Trade in Late Antiquity.
- Walsh, Carey Ellen. (Harvard Semitic Monographs / Eisenbrauns: Winona Lake, Indiana, 2000). The Fruit of the Vine: Viticulture in Ancient Israel.
- Helmut Glenk, Horst Blaich, Manfred Haering, From Desert Sands to Golden Oranges: The History of the German Templer Settlement of Sarona in Palestine 1871-1947. Trafford Publishing, 2005.